قضى سكان جزيرة جاوا الاندونيسية ليلتهم الثانية في العراء بعد الزلزال الذي خلف ما يزيد عن 4900 قتيل وعشرات آلاف المصابين.
وقد اجبرت الامطار العديد منهم على العودة الى حطام منازلهم للاحتماء بها.
ويعتقد ان العديد من الجثث ما زالت تحت الحطام، وتقول فرق الاغاثة ان حظوظ العثور على ناجين تقل بسرعة.
وتتسارع عمليات الاغاثة خاصة نواحي يوغياكارتا التي تكبدت اكبر الخسائر، حيث اصيب حوالي 20 ألف شخص وبقي قرابة 200 ألف دون مأوى.
وكان الزلزال الذي بلغت شدته 6.3 درجات على سلم ريختر قد ضرب الجزيرة صباح السبت الماضي مدمرا المساكن في منطقة يوغياكارتا ذات الكثافة السكانية العالية.
وقال مسؤولون بوزارة الشؤون الاجتماعية الاندونيسية ان 4983 شخصا قتلوا بالتأكيد، بينما تقول تقارير اخرى ان العدد بلغ 5100.
جهود الاغاثة
وقد وفدت على الجزيرة فرق الاسعاف من انحاء اندونيسيا ومن الخارج في عملية غوث واسعة النطاق.
وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة انه بدأ بتسليم شاحنات من المؤن عالية القيمة الغذائية في باندول وكلاتن.
لكن تقارير من وكالات الانباء قالت ان توزيع المساعدات في الميدان ما زال بطيئا.
ونقلت وكالة رويترز عن احد المسؤولين في يوغياكارتا ان: "المشكل الآن هو قلة الخيام، حيث ما زال العديد من الناجين في الشوارع."
وقد زادت الامطار التي تهاطلت على الجزيرة ليل الاحد الاوضاع سوءا بالنسبة للناجين.
ومن المقرر ان تلتقي وكالات الغوث التابعة للامم المتحدة في جنيف الاثنين للتخطيط لعمليات الاغاثة في جاوا.
وقد بدأت الوكالات الدولية بما فيها اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي والصليب الاحمر الدولي توزيع المؤن، لكنها تقول ان المنكوبين بحاجة الى المزيد.
مستشفيات ميدانية
وتقول مراسلة بي بي سي في يوغياكارتا ريتشل هارفي ان الوضع مأساوي في نواحي المدينة التي شهدت اكبر الخسائر، حيث ما زال المصابون يفدون على المستشفيات المكتضة، كما اجبر معظمهم على تلقي العلاج في الهواء الطلق، حيث اقيمت خيام في العراء لتخفيف الضغط على المؤسسات الطبية.
ومن جهة اخرى ذكرت السلطات الاندونيسية ان الزلزال قد الحق اضرار فادحة بأحد اقدم واهم المعابد الهندوسية في البلاد. فقد اشارت اعمال الكشف الاولية على معبد برامبانان في مدينة يوغياكارتا العاصمة القديمة لاندونيسيا ان الجدران الحجرية قد انهارت وتناثرت التماثيل االتي سقطت بفعل الزلزال في كافة ارجاء المعبد.
يذكر ان هذا المعبد الهندوسي عمره اكثر من الف عام ومصنف من قبل الامم المتحدة على لائحة التراث العالمي.
وقد دعا الصليب الاحمر الى جمع تبرعات قدرها 10 ملايين دولار، بينما وعد قادة العالم بالمساهمة في المساعدات.
وطلب الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودهويونو من فرق الاغاثة العمل باليل والنهار خلال زيارة قام بها للمناطق المنكوبة برفقة اعضاء الحكومة.
وتقع يوغياكارتا بجوار بركان جبل ميرابي الذي هدد بالثوران هذا الشهر، مجبرا الآلاف على النزوح.
وتقول مراسلتنا ان المبالغ التي كانت مخصصة لمساعدة النازحين من منطقة البركان حول مجراها لتستخدم لغوث ضحايا الزلزال.
وكان الزلزال قد ضرب الجزيرة السبت في الساعة الخامسة صباحا و54 دقيقة بالتوقيت المحلي (الجمعة في الساعة العاشرة مساء و53 دقيقة بتوقيت جرينتش)، على بعد 25 كلم الى الجنوب من يوغياكارتا العريقة التي كانت عاصمة اندونيسيا سابقا.
وتفيد تقارير بان جزيرة جاوا شهدة حوالي 400 هزة ارتدادية بعد الزلزال.
"دائرة النار"
تجدر الإشارة إلى أن أندونيسيا تقع في منطقة في المحيط الهادي تسمى "دائرة النار"، والتي تميز بنشاطها البركاني والزلزالي.
وفي أوائل الشهر الحالي أوشك بركان جبل ميرابي، القريب من مدينة يوجياكارتا، على الانفجار، مما دفع الآلاف للنزوح عن منازلهم.
ولا يعتقد الخبراء أن لحدوث الزلزال علاقة ببركان جبل ميرابي، رغم وجود تقارير عن النشاط الجيولوجي المتزايد في منطقة البركان